سفر طوبيا

وَفَرَغَ طُوبِيَّا مِنْ كَلاَمِهِ وَعَاشَ طُوبِيَّا بَعْدَمَا عَادَ بَصِيرًا اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِي حَفَدَتِهِ.

وفرغ طوبيا من كلامه وعاش طوبيا بعدما عاد بصيرا اثنتين وأربعين سنة، ورأى بني حفدته.

فَتَمَّتْ سِنُوهُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَدُفِنَ بِكَرَامَةٍ فِي نِينَوَى.

فتمت سنوه مئة واثنتين ودفن بكرامة في نينوى.

وَكَانَ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ ابْنَ سِتَّ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَعَادَ يُبْصِرُ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً،

وكان حين ذهب بصره ابن ست وخمسين سنة، وعاد يبصر وهو ابن ستين سنة،

وَقَضَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ مَسْرُورًا. وَإِذْ بَلَغَ مِنْ تَقْوَى اللهِ غَايَةً حَسَنَةً، انْتَقَلَ بِسَلاَمٍ.

وقضى بقية حياته مسرورا. وإذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة، انتقل بسلام.

وَلَمَّا حَضْرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا ابْنَهُ طُوبِيَّا وَبَنِي ابْنِهِ السَّبْعَةَ الْفِتْيَانَ وَقَالَ لَهُمْ:

ولما حضرته الوفاة، دعا ابنه طوبيا وبني ابنه السبعة الفتيان وقال لهم:

«قَدْ دَنَا دَمَارُ نِينَوَى، لأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ لاَ يَذْهَبُ بَاطِلًا، وَإِخْوَتُنَا الَّذِينَ تَفَرَّقُوا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهَا،

«قد دنا دمار نينوى، لأن كلام الرب لا يذهب باطلا، وإخوتنا الذين تفرقوا من أرض إسرائيل يرجعون إليها،

وَكُلُّ أَرْضِهَا الْمُقْفِرَةِ سَتَمْتَلِئُ، وَبَيْتُ اللهِ الَّذِي أُحْرِقَ فِيهَا سَيُسْتَأْنَفُ بِنَاؤُهُ، وَسَيَرْجِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ خَائِفِي اللهِ.

وكل أرضها المقفرة ستمتلئ، وبيت الله الذي أحرق فيها سيستأنف بناؤه، وسيرجع إلى هناك جميع خائفي الله.

وَسَتَتْرُكُ الأُمَمُ أَصْنَامَهَا وَتَرْحَلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَتُقِيمُ بِهَا.

وستترك الأمم أصنامها وترحل إلى أورشليم فتقيم بها.

وَتَفْرَحُ فِيهَا مُلُوكُ الأَرْضِ كَافَّةً سَاجِدَةً لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ.

وتفرح فيها ملوك الأرض كافة ساجدة لملك إسرائيل.

اِسْمَعُوا يَا بَنِيَّ لأَبِيكُمُ، اعْبُدُوا الرَّبَّ بِحَقٍّ، وَابْتَغُوا عَمَلَ مَرْضَاتِهِ،

اسمعوا يا بني لأبيكم، اعبدوا الرب بحق، وابتغوا عمل مرضاته،

وَأَوْصُوا بَنِيكُمْ بِعَمَلِ الْعَدْلِ وَالصَّدَقَاتِ، وَأَنْ يَذْكُرُوا اللهَ وَيُبَارِكُوهُ كُلَّ حِينٍ بِالْحَقِّ وَبِكُلِّ طَاقَتِهِمْ.

وأوصوا بنيكم بعمل العدل والصدقات، وأن يذكروا الله ويباركوه كل حين بالحق وبكل طاقتهم.

اِسْمَعُوا لِي يَا بَنِيَّ، لاَ تُقِيمُوا ههُنَا، بَلْ أَيَّ يَوْمٍ دَفَنْتُمْ وَالِدَتَكُمْ مَعِي فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ فَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَجِّهُوا خَطَوَاتِكُمْ لِلْخُرُوجِ مِنْ هذَا الْمَوْضِعِ،

اسمعوا لي يا بني، لا تقيموا ههنا، بل أي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع،

فَإِنِّي أَرَى أَنَّ إِثْمَهُ سَيُهْلِكُهُ».

فإني أرى أن إثمه سيهلكه».

فَكَانَ أَنَّ طُوبِيَّا بَعْدَ مَوْتِ أُمِّهِ، ارْتَحَلَ عَنْ نِينَوَى بِزَوْجَتِهِ وَبَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ، وَرَجَعَ إِلَى حَمَوَيْهِ.

فكان أن طوبيا بعد موت أمه، ارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه وبني بنيه، ورجع إلى حمويه.

فَوَجَدَهُمَا سَالِمَيْنِ بِشَيْخُوخَةٍ صَالِحَةٍ فَاهْتَمَّ بِهِمَا، وَهُوَ أَغْمَضَ أَعْيُنَهُمَا، وَأَحْرَزَ كُلَّ مِيرَاثِ بَيْتِ رَعُوئِيلَ، وَرَأَى بَنِي بَنِيهِ إِلَى الْجِيلِ الْخَامِسِ.

فوجدهما سالمين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما، وهو أغمض أعينهما، وأحرز كل ميراث بيت رعوئيل، ورأى بني بنيه إلى الجيل الخامس.

وَبَعْدَ أَنِ اسْتَوْفَى تِسْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، دُفِنَ بِفَرَحٍ.

وبعد أن استوفى تسعا وتسعين سنة في مخافة الرب، دفن بفرح.

وَلَبِثَ كُلُّ ذَوِي قَرَابَتِهِ وَجَمِيعُ أَعْقَابِهِ فِي عِيشَةٍ صَالِحَةٍ وَسِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ، وَكَانُوا مَرْضِيِّينَ لَدَى اللهِ وَالنَّاسِ وَجَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ.

ولبث كل ذوي قرابته وجميع أعقابه في عيشة صالحة وسيرة مقدسة، وكانوا مرضيين لدى الله والناس وجميع سكان الأرض.