(1) -

ثُمَّ إِنَّ طُوبِيَّا اسْتَدْعَى الْمَلاَكَ الَّذِي كَانَ يَحْسَبُهُ إِنْسَانًا، وَقَالَ لَهُ: «يَا أَخِي عَزَرْيَا أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْمَعَ كَلاَمِي:

(2) -

«إِنِّي لَوْ جَعَلْتُ نَفْسِي عَبْدَا لَكَ لَمَا وَفَيْتُ بِعِنَايَتِكَ حَقَّ الْوَفَاءِ.

(3) -

وَلكِنِّي مَعَ ذلِكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَأْخُذَ دَوَابَّ وَغِلْمَانًا، وَتَنْطَلِقَ إِلَى غَابِيلُوسَ فِي رَاجِيسَ مَدِينَةِ الْمَادِيِّينَ، وَتَرُدَّ عَلَيْهِ صَكَّهُ، وَتَقْبِضَ مِنْهُ الْفِضَّةَ، وَتَدْعُوَهُ إِلَى عُرْسِي،

(4) -

لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبِي يَحْسُبُ الأَيَّامَ، فَإِنْ زِدْتُ فِي إِبْطَائِي يَوْمًا وَاحِدًا حَزِنَتْ نَفْسُهُ.

(5) -

وَأَنْتَ تَرَى أَنَّ رَعُوئِيلَ قَدِ اسْتَحْلَفَنِي، وَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْتَخِفَّ بِحَلِفِهِ».

(6) -

حِينَئِذٍ أَخَذَ رَافَائِيلُ أَرْبَعَةً مِنْ غِلْمَانِ رَعُوئِيلَ وَجَمَلَيْنِ وَسَافَرَ إِلَى رَاجِيسَ مَدِينَةِ الْمَادِيِّينَ وَلَقِيَ غَابِيلُوسَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ صَكَّهُ، وَاسْتَوْفَى مِنْهُ الْمَالَ كُلَّهُ،

(7) -

وَعَرَّفَهُ أَمْرَ طُوبِيَّا بْنِ طُوبِيَّا وَكُلَّ مَا وَقَعَ، وَأَتَى بِهِ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ.

(8) -

فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَ رَعُوئِيلَ، وَجَدَ طُوبِيَّا مُتَّكِئًا، فَنَهَضَ قَائِمًا، وَقَبَّلاَ بَعْضُهُمَا بَعْضًا، وَبَكَى غَابِيلُوسُ وَبَارَكَ اللهَ،

(9) -

وَقَالَ: «يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ ابْنُ رَجُلٍ صَالِحٍ جِدًّا بَارٍّ مُتَّقٍ للهِ صَانِعِ صَدَقَاتٍ.

(10) -

وَتَحِلُّ الْبَرَكَةُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَعَلَى وَالِدَيْكُمَا،

(11) -

وَتَرَيَانِ بَنِيكُمَا وَبَنِي بَنِيكُمَا إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ، وَيَكُونُ نَسْلُكُمَا مُبَارَكًا مِنْ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الْمَالِكِ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ».

(12) -

فَقَالُوا كُلُّهُمْ: «آمِينَ». ثُمَّ تَقَدَّمُوا إِلَى الْوَلِيمَةِ، إِلاَّ أَنَّهُمُ اتَّخَذُوا وَلِيمَةَ الْعُرْسِ بِخَوْفِ اللهِ.