(1) -

وَإِذْ خَالَ طُوبِيَّا أَنْ قَدِ اسْتُجِيبَتْ صَلاَتُهُ، وَتَهَيَّأَ لَهُ أَنْ يَمُوتَ، اسْتَدْعَى إِلَيْهِ طُوبِيَّا ابْنَهُ.

(2) -

وَقَالَ لَهُ: «اسْمَعْ يَا بُنَيَّ كَلِمَاتِ فِيَّ، وَاجْعَلْهَا فِي قَلْبِكَ مِثْلَ الأَسَاسِ.

(3) -

إِذَا قَبَضَ اللهُ نَفْسِي، فَادْفِنْ جَسَدِي، وَأَكْرِمْ وَالِدَتَكَ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِهَا،

(4) -

وَاذْكُرْ مَا الْمَشَقَّاتُ الَّتِي عَانَتْهَا لأَجْلِكَ فِي جَوْفِهَا وَمَا كَانَ أَشَدَّهَا.

(5) -

وَمَتَى اسْتَوْفَتْ هِيَ أَيْضًا زَمَانَ حَيَاتِهَا، فَادْفِنْهَا إِلَى جَانِبِي.

(6) -

وَأَنْتَ فَلْيَكُنِ اللهُ فِي قَلْبِكَ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، وَاحْذَرْ أَنْ تَرْضَى بِالْخَطِيئَةِ وَتَتَعَدَّى وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِنَا.

(7) -

تَصَدَّقَ مِنْ مَالِكَ وَلاَ تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْ فَقِيرٍ، وَحِينَئِذٍ فَوَجْهُ الرَّبِّ لاَ يُحَوَّلُ عَنْكَ.

(8) -

كُنْ رَحِيمًا عَلَى قَدْرِ طَاقَتِكَ.

(9) -

إِنْ كَانَ لَكَ كَثِيرٌ، فَابْذُلْ كَثِيرًا؛ وَإِنْ كَانَ لَكَ قَلِيلٌ، فَاجْتَهِدْ أَنْ تَبْذُلَ الْقَلِيلَ عَنْ نَفْسٍ طَيِّبَةٍ.

(10) -

فَإِنَّكَ تَدَّخِرُ لَكَ ثَوَابًا جَمِيلًا إِلَى يَوْمِ الضَّرُورَةِ،

(11) -

لأَنَّ الصَّدَقَةَ تُنَجِّي مِنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَمِنَ الْمَوْتِ، وَلاَ تَدَعُ النَّفْسَ تَصِيرُ إِلَى الظُّلْمَةِ.

(12) -

إِنَّ الصَّدَقَةَ هِيَ رَجَاءٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اللهِ الْعَلِيِّ لِجَمِيعِ صَانِعِيهَا.

(13) -

اِحْذَرْ لِنَفْسِكَ يَا بُنَيَّ مِنْ كُلِّ زِنًى، وَلاَ تَتَجَاوَزِ امْرَأَتَكَ مُسْتَبِيحًا مَعْرِفَةَ الإِثْمِ أَبَدًا.

(14) -

وَلاَ تَدَعِ الْكِبْرَ يَسْتَوْلِي عَلَى أَفْكَارِكَ أَوْ أَقْوَالِكَ، لأَنَّ الْكِبْرَ مَبْدَأُ كُلِّ هَلاَكٍ.

(15) -

وَكُلُّ مَنْ خَدَمَكَ بِشَيْءٍ فَأَوْفِهِ أُجْرَتَهُ لِسَاعَتِهِ، وَأُجْرَةُ أَجِيرِكَ لاَ تَبْقَ عِنْدَكَ أَبَدًا.

(16) -

كُلُّ مَا تَكْرَهُ أَنْ يَفْعَلَهُ غَيْرُكَ بِكَ فَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهُ أَنْتَ بِغَيْرِكَ.

(17) -

كُلْ خُبْزَكَ مَعَ الْجِيَاعِ وَالْمَسَاكِينِ، وَاكْسُ الْعُرَاةَ مِنْ ثِيَابِكَ.

(18) -

ضَعْ خُبْزَكَ وَخَمْرَكَ عَلَى مَدْفِنِ الْبَارِّ، وَلاَ تَأْكُلْ وَلاَ تَشْرَبْ مِنْهُمَا مَعَ الْخَطَأَةِ.

(19) -

اِلْتَمِسْ مَشُورَةَ الْحَكِيمِ دَائِمًا.

(20) -

وَبَارِكِ اللهَ فِي كُلِّ حِينٍ وَاسْتَرْشِدْهُ لِتَقْوِيمِ سُبُلِكَ وَإِقْرَارِ كُلِّ مَشُورَاتِكِ فِيهِ.

(21) -

ثُمَّ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ، أَنِّي قَدْ أَعْطَيْتُ، وَأَنْتَ صَغِيرٌ، عَشَرَةَ قَنَاطِيرَ مِنَ الْفِضَّةِ لِغَابِيلُوسَ فِي رَاجِيسَ مَدِينَةِ الْمَادِيِّينَ، وَمَعِي بِهَا صَكٌّ.

(22) -

وَحَيْثُ ذلِكَ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَتَوَصَّلُ إِلَيْهِ، فَتَقْبِضُ مِنْهُ الزِّنَةَ الْمَذْكُورَةَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَرُدُّ عَلَيْهِ صَكَّهُ.

(23) -

وَلاَ تَخَفْ يَا وَلَدَي، فَإِنَّا نَعِيشُ عِيشَةَ الْفُقَرَاءِ، وَلكِنْ سَيَكُونُ لَنَا خَيْرٌ كَثِيرٌ إِذَا اتَّقَيْنَا اللهَ وَابْتَعَدْنَا عَنْ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَفَعَلْنَا خَيْرًا».