سفر ايوب

«لِمَاذَا إِذْ لَمْ تَخْتَبِئِ الأَزْمِنَةُ مِنَ الْقَدِيرِ، لاَ يَرَى عَارِفُوهُ يَوْمَهُ؟

«لماذا إذ لم تختبئ الأزمنة من القدير، لا يرى عارفوه يومه؟

يَنْقُلُونَ التُّخُومَ. يَغْتَصِبُونَ قَطِيعًا وَيَرْعَوْنَهُ.

ينقلون التخوم. يغتصبون قطيعا ويرعونه.

يَسْتَاقُونَ حِمَارَ الْيَتَامَى، وَيَرْتَهِنُونَ ثَوْرَ الأَرْمَلَةِ.

يستاقون حمار اليتامى، ويرتهنون ثور الأرملة.

يَصُدُّونَ الْفُقَرَاءَ عَنِ الطَّرِيقِ. مَسَاكِينُ الأَرْضِ يَخْتَبِئُونَ جَمِيعًا.

يصدون الفقراء عن الطريق. مساكين الأرض يختبئون جميعا.

هَا هُمْ كَالْفَرَاءِ فِي الْقَفْرِ يَخْرُجُونَ إِلَى عَمَلِهِمْ يُبَكِّرُونَ لِلطَّعَامِ. الْبَادِيَةُ لَهُمْ خُبْزٌ لأَوْلاَدِهِمْ.

ها هم كالفراء في القفر يخرجون إلى عملهم يبكرون للطعام. البادية لهم خبز لأولادهم.

فِي الْحَقْلِ يَحْصُدُونَ عَلَفَهُمْ، وَيُعَلِّلُونَ كَرْمَ الشِّرِّيرِ.

في الحقل يحصدون علفهم، ويعللون كرم الشرير.

يَبِيتُونَ عُرَاةً بِلاَ لِبْسٍ، وَلَيْسَ لَهُمْ كَسْوَةٌ فِي الْبَرْدِ.

يبيتون عراة بلا لبس، وليس لهم كسوة في البرد.

يَبْتَلُّونَ مِنْ مَطَرِ الْجِبَالِ، وَلِعَدَمِ الْمَلْجَإِ يَعْتَنِقُونَ الصَّخْرَ.

يبتلون من مطر الجبال، ولعدم الملجإ يعتنقون الصخر.

«يَخْطَفُونَ الْيَتِيمَ عَنِ الثُّدِيِّ، وَمِنَ الْمَسَاكِينِ يَرْتَهِنُونَ.

«يخطفون اليتيم عن الثدي، ومن المساكين يرتهنون.

عُرَاةً يَذْهَبُونَ بِلاَ لِبْسٍ، وَجَائِعِينَ يَحْمِلُونَ حُزَمًا.

عراة يذهبون بلا لبس، وجائعين يحملون حزما.

يَعْصِرُونَ الزَّيْتَ دَاخِلَ أَسْوَارِهِمْ. يَدُوسُونَ الْمَعَاصِرَ وَيَعْطَشُونَ.

يعصرون الزيت داخل أسوارهم. يدوسون المعاصر ويعطشون.

مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ، وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ، وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.

من الوجع أناس يئنون، ونفس الجرحى تستغيث، والله لا ينتبه إلى الظلم.

«أُولئِكَ يَكُونُونَ بَيْنَ الْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى النُّورِ. لاَ يَعْرِفُونَ طُرُقَهُ وَلاَ يَلْبَثُونَ فِي سُبُلِهِ.

«أولئك يكونون بين المتمردين على النور. لا يعرفون طرقه ولا يلبثون في سبله.

مَعَ النُّورِ يَقُومُ الْقَاتِلُ، يَقْتُلُ الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ، وَفِي اللَّيْلِ يَكُونُ كَاللِّصِّ.

مع النور يقوم القاتل، يقتل المسكين والفقير، وفي الليل يكون كاللص.

وَعَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ. يَقُولُ: لاَ تُرَاقِبُنِي عَيْنٌ. فَيَجْعَلُ سِتْرًا عَلَى وَجْهِهِ.

وعين الزاني تلاحظ العشاء. يقول: لا تراقبني عين. فيجعل سترا على وجهه.

يَنْقُبُونَ الْبُيُوتَ فِي الظَّلاَمِ. فِي النَّهَارِ يُغْلِقُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. لاَ يَعْرِفُونَ النُّورَ.

ينقبون البيوت في الظلام. في النهار يغلقون على أنفسهم. لا يعرفون النور.

لأَنَّهُ سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ الصَّبَاحُ وَظِلُّ الْمَوْتِ. لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَهْوَالَ ظِلِّ الْمَوْتِ.

لأنه سواء عليهم الصباح وظل الموت. لأنهم يعلمون أهوال ظل الموت.

خَفِيفٌ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. مَلْعُونٌ نَصِيبُهُمْ فِي الأَرْضِ. لاَ يَتَوَجَّهُ إِلَى طَرِيقِ الْكُرُومِ.

خفيف هو على وجه المياه. ملعون نصيبهم في الأرض. لا يتوجه إلى طريق الكروم.

الْقَحْطُ وَالْقَيْظُ يَذْهَبَانِ بِمِيَاهِ الثَّلْجِ، كَذَا الْهَاوِيَةُ بِالَّذِينَ أَخْطَأُوا.

القحط والقيظ يذهبان بمياه الثلج، كذا الهاوية بالذين أخطأوا.

تَنْسَاهُ الرَّحِمُ، يَسْتَحْلِيهِ الدُّودُ. لاَ يُذْكَرُ بَعْدُ، وَيَنْكَسِرُ الأَثِيمُ كَشَجَرَةٍ.

تنساه الرحم، يستحليه الدود. لا يذكر بعد، وينكسر الأثيم كشجرة.

يُسِيءُ إِلَى الْعَاقِرِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ، وَلاَ يُحْسِنُ إِلَى الأَرْمَلَةِ.

يسيء إلى العاقر التي لم تلد، ولا يحسن إلى الأرملة.

يُمْسِكُ الأَعِزَّاءَ بِقُوَّتِهِ. يَقُومُ فَلاَ يَأْمَنُ أَحَدٌ بِحَيَاتِهِ.

يمسك الأعزاء بقوته. يقوم فلا يأمن أحد بحياته.

يُعْطِيهِ طُمَأْنِينَةً فَيَتَوَكَّلُ، وَلكِنْ عَيْنَاهُ عَلَى طُرُقِهِمْ.

يعطيه طمأنينة فيتوكل، ولكن عيناه على طرقهم.

يَتَرَفَّعُونَ قَلِيلًا ثُمَّ لاَ يَكُونُونَ وَيُحَطُّونَ. كَالْكُلِّ يُجْمَعُونَ، وَكَرَأْسِ السُّنْبُلَةِ يُقْطَعُونَ.

يترفعون قليلا ثم لا يكونون ويحطون. كالكل يجمعون، وكرأس السنبلة يقطعون.

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَا، فَمَنْ يُكَذِّبُنِي وَيَجْعَلُ كَلاَمِي لاَ شَيْئًا؟».

وإن لم يكن كذا، فمن يكذبني ويجعل كلامي لا شيئا؟».