سفر الامثال

أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟

ألعل الحكمة لا تنادي؟ والفهم ألا يعطي صوته؟

عِنْدَ رُؤُوسِ الشَّوَاهِقِ، عِنْدَ الطَّرِيقِ بَيْنَ الْمَسَالِكِ تَقِفُ.

عند رؤوس الشواهق، عند الطريق بين المسالك تقف.

بِجَانِبِ الأَبْوَابِ، عِنْدَ ثَغْرِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ مَدْخَلِ الأَبْوَابِ تُصَرِّحُ:

بجانب الأبواب، عند ثغر المدينة، عند مدخل الأبواب تصرح:

«لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ أُنَادِي، وَصَوْتِي إِلَى بَنِي آدَمَ.

«لكم أيها الناس أنادي، وصوتي إلى بني آدم.

أَيُّهَا الْحَمْقَى تَعَلَّمُوا ذَكَاءً، وَيَا جُهَّالُ تَعَلَّمُوا فَهْمًا.

أيها الحمقى تعلموا ذكاء، ويا جهال تعلموا فهما.

اِسْمَعُوا فَإِنِّي أَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ شَرِيفَةٍ، وَافْتِتَاحُ شَفَتَيَّ اسْتِقَامَةٌ.

اسمعوا فإني أتكلم بأمور شريفة، وافتتاح شفتي استقامة.

لأَنَّ حَنَكِي يَلْهَجُ بِالصِّدْقِ، وَمَكْرَهَةُ شَفَتَيَّ الْكَذِبُ.

لأن حنكي يلهج بالصدق، ومكرهة شفتي الكذب.

كُلُّ كَلِمَاتِ فَمِي بِالْحَقِّ. لَيْسَ فِيهَا عِوَجٌ وَلاَ الْتِوَاءٌ.

كل كلمات فمي بالحق. ليس فيها عوج ولا التواء.

كُلُّهَا وَاضِحَةٌ لَدَى الْفَهِيمِ، وَمُسْتَقِيمَةٌ لَدَى الَّذِينَ يَجِدُونَ الْمَعْرِفَةَ.

كلها واضحة لدى الفهيم، ومستقيمة لدى الذين يجدون المعرفة.

خُذُوا تَأْدِيبِي لاَ الْفِضَّةَ، وَالْمَعْرِفَةَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ الْمُخْتَارِ.

خذوا تأديبي لا الفضة، والمعرفة أكثر من الذهب المختار.

لأَنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ الَّلآلِئِ، وَكُلُّ الْجَوَاهِرِ لاَ تُسَاوِيهَا.

لأن الحكمة خير من اللآلئ، وكل الجواهر لا تساويها.

«أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ، وَأَجِدُ مَعْرِفَةَ التَّدَابِيرِ.

«أنا الحكمة أسكن الذكاء، وأجد معرفة التدابير.

مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ.

مخافة الرب بغض الشر. الكبرياء والتعظم وطريق الشر وفم الأكاذيب أبغضت.

لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ.

لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة.

بِي تَمْلِكُ الْمُلُوكُ، وَتَقْضِي الْعُظَمَاءُ عَدْلًا.

بي تملك الملوك، وتقضي العظماء عدلا.

بِي تَتَرَأَّسُ الرُّؤَسَاءُ وَالشُّرَفَاءُ، كُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ.

بي تترأس الرؤساء والشرفاء، كل قضاة الأرض.

أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي.

أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إلي يجدونني.

عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ.

عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ.

ثَمَرِي خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَمِنَ الإِبْرِيزِ، وَغَلَّتِي خَيْرٌ مِنَ الْفِضَّةِ الْمُخْتَارَةِ.

ثمري خير من الذهب ومن الإبريز، وغلتي خير من الفضة المختارة.

فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى، فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ،

في طريق العدل أتمشى، في وسط سبل الحق،

فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ.

فأورث محبي رزقا وأملأ خزائنهم.

«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ.

«الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله، منذ القدم.

مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ.

منذ الأزل مسحت، منذ البدء، منذ أوائل الأرض.

إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ.

إذ لم يكن غمر أبدئت. إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه.

مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ.

من قبل أن تقررت الجبال، قبل التلال أبدئت.

إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ.

إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البراري ولا أول أعفار المسكونة.

لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ.

لما ثبت السماوات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر.

لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ.

لما أثبت السحب من فوق. لما تشددت ينابيع الغمر.

لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ، لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ،

لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه، لما رسم أسس الأرض،

كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ.

كنت عنده صانعا، وكنت كل يوم لذته، فرحة دائما قدامه.

فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.

فرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم.

«فَالآنَ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْمَعُوا لِي. فَطُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي.

«فالآن أيها البنون اسمعوا لي. فطوبى للذين يحفظون طرقي.

اسْمَعُوا التَّعْلِيمَ وَكُونُوا حُكَمَاءَ وَلاَ تَرْفُضُوهُ.

اسمعوا التعليم وكونوا حكماء ولا ترفضوه.

طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي.

طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهرا كل يوم عند مصاريعي، حافظا قوائم أبوابي.

لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ،

لأنه من يجدني يجد الحياة، وينال رضى من الرب،

وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ».

ومن يخطئ عني يضر نفسه. كل مبغضي يحبون الموت».