سفر يشوع بن سيراخ

الْحَيُّ الدَّائِمُ خَلَقَ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ عَامَّةً. الرَّبُّ وَحْدَهُ يَتَزَكَّى.

الحي الدائم خلق جميع الأشياء عامة. الرب وحده يتزكى.

لَمْ يَسْمَحْ لأَحَدٍ أَنْ يُخْبِرَ بِأَعْمَالِهِ،

لم يسمح لأحد أن يخبر بأعماله،

وَمَنِ الَّذِي اسْتَقْصَى عَظَائِمَهُ؟

ومن الذي استقصى عظائمه؟

مَنْ يُعَدِّدُ قُوَّةَ عَظَمَتِهِ؟ وَمَنْ يُقْدِمُ عَلَى تَبْيَانِ مَرَاحِمِهِ؟

من يعدد قوة عظمته؟ ومن يقدم على تبيان مراحمه؟

لَيْسَ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُسْقِطَ مِنْ عَجَائِبِ الرَّبِّ، وَلاَ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا، وَلاَ أَنْ يَسْبُرَهَا.

ليس للإنسان أن يسقط من عجائب الرب، ولا أن يزيد عليها، ولا أن يسبرها.

إِذَا أَتَمَّ الإِنْسَانُ، فَحِينَئِذٍ يَبْتَدِئُ، وَإِذَا اسْتَرَاحَ، فَحِينَئِذٍ يَتَحَيَّرُ.

إذا أتم الإنسان، فحينئذ يبتدئ، وإذا استراح، فحينئذ يتحير.

مَا الإِنْسَانُ، وَمَا مَنْفَعَتُهُ؟ مَا خَيْرُهُ، وَمَا شَرُّهُ؟

ما الإنسان، وما منفعته؟ ما خيره، وما شره؟

عِدَّةُ أَيَّامِ الإِنْسَانِ عَلَى الأَكْثَرِ مِئَةُ سَنَةٍ. كَنُقْطَةِ مَاءٍ مِنَ الْبَحْرِ، وَكَذَرَّةٍ مِنَ الرَّمْلِ، هكَذَا سِنُونَ قَلِيلَةٌ فِي يَوْمِ الأَبَدِيَّةِ.

عدة أيام الإنسان على الأكثر مئة سنة. كنقطة ماء من البحر، وكذرة من الرمل، هكذا سنون قليلة في يوم الأبدية.

فَلِذلِكَ طَالَتْ عَلَيْهِمْ أَنَّاةُ الرَّبِّ، وَأَفَاضَ عَلَيْهِمْ رَحْمَتَهُ.

فلذلك طالت عليهم أناة الرب، وأفاض عليهم رحمته.

رَأَى وعَلِمَ أَنَّ مُنْقَلَبَهُمْ هَائِلٌ،

رأى وعلم أن منقلبهم هائل،

فَلِذلِكَ أَكْثَرَ مِنَ الْعَفْوِ.

فلذلك أكثر من العفو.

رَحْمَةُ الإِنْسَانِ لِقَرِيبِهِ، أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَلِكُلِّ ذِي جَسَدٍ.

رحمة الإنسان لقريبه، أما رحمة الرب فلكل ذي جسد.

يُوَبِّخُ وَيُؤَدِّبُ وَيُعَلِّمُ وَيَرُدُّ، كَالرَّاعِي رَعِيَّتَهُ.

يوبخ ويؤدب ويعلم ويرد، كالراعي رعيته.

يَرْحَمُ الَّذِينَ يَقْبَلُونَ تَأْدِيبَهُ، وَيُبَادِرُونَ إِلَى الْعَمَلِ بِأَحْكَامِهِ.

يرحم الذين يقبلون تأديبه، ويبادرون إلى العمل بأحكامه.

يَا بُنَيَّ، لاَ تَقْرِنِ الصَّنِيعَةَ بِالْمَلاَمِ، وَلاَ الْعَطِيَّةَ بِكَلاَمِ التَّنْغِيصِ.

يا بني، لا تقرن الصنيعة بالملام، ولا العطية بكلام التنغيص.

أَلَيْسَ النَّدَى يُبَرِّدُ الْحَرَّ؟ هكَذَا الْكَلاَمُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَطِيَّةَ.

أليس الندى يبرد الحر؟ هكذا الكلام أفضل من العطية.

أَمَا تَرَى أَنَّ الْكَلاَمَ أَفْضَلُ مِنَ الْعَطِيَّةِ، وَكِلاَهُمَا عِنْدَ الرَّجُلِ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ.

أما ترى أن الكلام أفضل من العطية، وكلاهما عند الرجل المنعم عليه.

تَعْيِيرُ الأَحْمَقِ مَكْرُوهٌ، وَعَطِيَّةُ الْحَاسِدِ تُكِلُّ الْعُيُونَ.

تعيير الأحمق مكروه، وعطية الحاسد تكل العيون.

قَبْلَ الْقَضَاءِ كُنْ عَلَى يَقِينٍ مِنَ الْحَقِّ، وَقَبْلَ الْكَلاَمِ تَعْلَّمْ.

قبل القضاء كن على يقين من الحق، وقبل الكلام تعلم.

قَبْلَ الْمَرَضِ اسْتَطِبَّ، وَقَبْلَ الْقَضَاءِ افْحَصْ نَفْسَكَ، فَتَنَالَ الْعَفْوَ سَاعَةَ الاِفْتِقَادِ.

قبل المرض استطب، وقبل القضاء افحص نفسك، فتنال العفو ساعة الافتقاد.

قَبْلَ الْمَرَضِ كُنْ مُتَوَاضِعًا، وَعِنْدَ ارْتِكَابِ الْخَطَايَا أَرِ تَوْبَتَكَ.

قبل المرض كن متواضعا، وعند ارتكاب الخطايا أر توبتك.

لاَ يَحْبِسْكَ شَيْءٌ عَنْ قَضَاءِ نَذْرِكَ فِي وَقْتِهِ، وَلاَ تُحْجِمْ عَنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ حَتَّى الْمَوْتِ، فَإِنَّ ثَوَابَ الرَّبِّ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ.

لا يحبسك شيء عن قضاء نذرك في وقته، ولا تحجم عن أعمال البر حتى الموت، فإن ثواب الرب يبقى إلى الأبد.

قَبْلَ الصَّلاَةِ أَهِبْ نَفْسَكَ، وَلاَ تَكُنْ كَإِنْسَانٍ يُجَرِّبُ الرَّبَّ.

قبل الصلاة أهب نفسك، ولا تكن كإنسان يجرب الرب.

اُذْكُرِ الْغَضَبَ فِي أَيَّامِ الاِنْقِضَاءِ، وَوَقْتَ الاِنْتِقَامِ عِنْدَ تَحَوُّلِ الْوَجْهِ.

اذكر الغضب في أيام الانقضاء، ووقت الانتقام عند تحول الوجه.

فِي وَقْتِ الشِّبَعِ اذْكُرْ وَقْتَ الْجُوعِ، وَفِي أَيَّامِ الْغِنَى اذْكُرِ الْفَقْرَ وَالْعَوَزَ.

في وقت الشبع اذكر وقت الجوع، وفي أيام الغنى اذكر الفقر والعوز.

بَيْنَ الْغَدَاةِ إِلَى الْعَشِيِّ يَتَغَيَّرُ الزَّمَانُ، وَكُلُّ شَيْءٍ سَرِيعُ التَّحَوُّلِ أَمَامَ الرَّبِّ.

بين الغداة إلى العشي يتغير الزمان، وكل شيء سريع التحول أمام الرب.

الْحَكِيمُ يَتَحَذَّرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَفِي أَيَّامِ الْخَطَايَا يَحْتَرِزُ مِنَ الْهَفَوَاتِ.

الحكيم يتحذر في كل شيء، وفي أيام الخطايا يحترز من الهفوات.

كُلُّ عَاقِلٍ يَعْرِفُ الْحِكْمَةَ، وَيَعْتَرِفُ لِمَنْ يَجِدُهَا.

كل عاقل يعرف الحكمة، ويعترف لمن يجدها.

الْعُقَلاَءُ فِي الْكَلاَمِ يُتِمُّونَ أَعْمَالَهُمْ بِالْحِكْمَةِ، وَيُفِيضُونَ الأَمْثَالَ السَّدِيدَةَ.

العقلاء في الكلام يتمون أعمالهم بالحكمة، ويفيضون الأمثال السديدة.

لاَ تَكُنْ تَابِعًا لِشَهَوَاتِكَ، بَلْ عَاصِ أَهْوَاءَكَ.

لا تكن تابعا لشهواتك، بل عاص أهواءك.

فَإِنَّكَ إِنْ أَبَحْتَ لِنَفْسِكَ الرِّضَى بِالشَّهْوَةِ، جَعَلَتْكَ شَمَاتَةً لأَعْدَائِكَ.

فإنك إن أبحت لنفسك الرضى بالشهوة، جعلتك شماتة لأعدائك.

لاَ تَتَلَذَّذْ بِكَثْرَةِ الْمَآدِبِ، وَلاَ تُلْزِمْ نَفْسَكَ الإِنْفَاقَ عَلَيْهَا.

لا تتلذذ بكثرة المآدب، ولا تلزم نفسك الإنفاق عليها.

لاَ تُفْقِرْ نَفْسَكَ بِالْمَآدِبِ، تُنْفِقُ عَلَيْهَا مِنَ الدَّيْنِ، وَلَيْسَ فِي كِيسِكَ شَيْءٌ، فَإِنَّكَ بِذلِكَ تَكْمُنُ لِحَيَاتِكَ.

لا تفقر نفسك بالمآدب، تنفق عليها من الدين، وليس في كيسك شيء، فإنك بذلك تكمن لحياتك.