سفر يشوع بن سيراخ
(35) - الاصحاح الخامس والثلاثون
مَنْ حَفِظَ الشَّرِيعَةَ؛ فَقَدْ قَدَّمَ ذَبَائِحَ كَثِيرَةً.
مَنْ رَعَى الْوَصَايَا؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَلاَصِ.
وَمَنْ أَقْلَعَ عَنِ الإِثْمِ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ، وَكَفَّرَ ذُنُوبَهُ.
مَنْ قَدَّمَ السَّمِيذَ فَقَدْ وَفَى بِالشُّكْرِ، وَمَنْ تَصَدَّقَ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ.
مَرْضَاةُ الرَّبِّ الإِقْلاَعُ عَنِ الشَّرِّ، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ الرُّجُوعُ عَنِ الإِثْمِ.
لاَ تَحْضُرَ أَمَامَ الرَّبِّ فَارِغًا؛
فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تُجْرَى طَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ.
تَقْدِمَةُ الصِّدِّيقِ تُدَسِّمُ الْمَذْبَحَ، وَرَائِحَتُهَا طَيِّبَةٌ أَمَامَ الْعَلِيِّ.
ذَبِيحَةُ الرَّجُلِ الصِّدِّيقِ مَرْضِيَّةٌ، وَذِكْرُهَا لاَ يُنْسَى.
مَجْدُ الرَّبِّ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ، وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْ بَوَاكِيرِ يَدَيْكَ.
كُنْ مُتَهَلِّلَ الْوَجْهِ فِي كُلِّ عَطِيَّةٍ، وَقَدِّسِ الْعُشُورَ بِفَرَحٍ.
أَعْطِ الْعَلِيَّ عَلَى حَسَبِ عَطِيَّتِهِ، وَقَدِّمْ كَسْبَ يَدِكَ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ.
فَإِنَّ الرَّبَّ مُكَافِئٌ؛ فَيُكَافِئُكَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ.
لاَ تُقَدِّمْ هَدَايَا بِهَا عَيْبٌ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ لاَ يَقْبَلُهَا.
وَلاَ تَعْتَمِدْ عَلَى ذَبِيحَةٍ أَثِيمَةٍ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ دَيَّانٌ، وَلاَ يَلْتَفِتُ إِلَى كَرَامَةِ الْوُجُوهِ.
لاَ يُحَابِي الْوُجُوهَ فِي حُكْمِ الْفَقِيرِ، بَلْ يَسْتَجِيبُ صَلاَةَ الْمَظْلُومِ.
لاَ يُهْمِلُ الْيَتِيمَ الْمُتَضَرِّعَ إِلَيْهِ، وَلاَ الأَرْمَلَةَ إِذَا سَكَبَتْ شَكْوَاهَا.
أَلَيْسَتْ دُمُوعُ الأَرْمَلَةِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهَا، أَمَا هِيَ صُرَاخٌ عَلَى الَّذِي أَسَالَهَا؟
إِنَّهَا مِنْ خَدَّيْهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّبُّ الْمُسْتَجِيبُ لاَ يَتَلَذَّذُ بِهَا.
إِنَّ الْمُتَعَبِّدَ يُقْبَلُ بِمَرْضَاةٍ، وَصَلاَتُهُ تَبْلُغُ إِلَى الْغُيُومِ.
صَلاَةُ الْمُتَوَاضِعِ تَنْفُذُ الْغُيُومَ، وَلاَ تَسْتَقِرُّ حَتَّى تَصِلَ، وَلاَ تَنْصَرِفُ حَتَّى يَفْتَقِدَ الْعَلِيُّ وَيَحْكُمَ بِعَدْلٍ وَيُجْرِيَ الْقَضَاءَ.
فَالرَّبُّ لاَ يُبْطِئُ وَلاَ يُطِيلُ أَنَاتَهُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَحْطِمَ صُلْبَ الَّذِينَ لاَ رَحْمَةَ فِيهِمْ.
وَيَنْتَقِمُ مِنَ الأُمَمِ حَتَّى يَمْحُوَ قَوْمَ الْمُتَجَبِّرِينَ، وَيَحْطِمَ صَوَالِجَةَ الظَّالِمِينَ.
حَتَّى يُكَافِئَ الإِنْسَانَ عَلَى حَسَبِ أَفْعَالِهِ، وَيَجْزِيَ الْبَشَرَ بِأَعْمَالِهِمْ عَلَى حَسَبِ نِيَّاتِهِمْ.
حَتَّى يُجْرِيَ الْحُكْمَ لِشَعْبِهِ، وَيُفَرِّجَ عَنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ.
الرَّحْمَةُ تَجْمُلُ فِي أَوَانِ الضِّيقِ، كَسَحَابِ الْمَطَرِ فِي أَوَانِ الْقَحْطِ.